الكاتب الوطني للنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي ل(لمغربية)
محمد بلبهلول الكاتب الوطني للنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي لـ المغربية : نقابتنا هي الأبعد عن جطو وحكومته بالمقارنة مع النقابات الأخرى
في وقت نشهد فيه توافقا غير مسبوق بين الحكومة والنقابات ذات التمثيلية"، وقال في حوار مع "المغربية"، إن هذه النقابات "أصبحت متخصصة في تبرير السياسات الحكومية عوض النضال" وحول ما يروج عن عدم استقلالية
النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي، شدد على أن نقابته "هي الأبعد كل البعد عن جطو وحكومته، بالمقارنة مع النقابات الأخرى التي وقعت له على بياض لمدة 5 سنوات"، وأضاف أنه سيجري الحرص على ترسيخ الديمقراطية
الداخلية وتدبير الاختلاف وتحدث عن الحصيلة الحكومية على المستوى الاجتماعي، ولا مبالاة الوزارة تجاه الإضرابات، مؤكدا أن "هذا الأسلوب مألوف في المغرب لا بالنسبة إلى الحكومات التقنوقراطية أو حكومات الأحزاب
الإدارية ولا بالنسبة إلى الحكومات التي ينتمي بعض أعضائها إلى أحزاب الكتلة" وأشار إلى أن النقابة تعرف "دينامية تنظيمية مكثفة"، معلنا عن انعقاد مؤتمرها الوطني خلال النصف الثاني من شهر يونيو، بعد إتمام هيكلة كل الجهات والأقاليم، وقال "لقد جرى تأسيس أزيد من أربعين فرعا، وهناك لجن تحضيرية تشتغل الآن لتأسيس أجهزتها المحلية« معتبرا أن القواعد "انتزعت قرار التأسيس في اجتماع لجنة التنسيق الوطني في الدار
البيضاء بطريقة ديمقراطية" وهدد بالتصعيد في حال لجوء الحكومة إلى الاقتطاعات من أجور المضربين، مؤكدا إجماع أعضاء اللجنة الإدارية، خلال اجتماعها الأخير في مراكش، على رغبة منخرطيها في "التصعيد، والتصدي
لكل محاولة يائسة للترهيب وبث البلبلة في صفوف الشغيلة« وقال إن »أساليب الإكراه وتسخير الأقلام المأجورة من أجل التعتيم وعدم التقيد بالقوانين الجاري بها العمل في التعامل مع الحقوق الدستورية، تؤدي دائما إلى نتائج معكوسة" ٭ راجت العديد من الإشاعات حول كون نقابتكم غير مستقلة، بل هناك من يقول بأنها نقابة إدريس جطو الذي ينوي تأسيس حزب تكون قاعدته شغيلة الابتدائي، كيف تردون على هذه الإشاعات؟ ـأنتم تعلمون أن الإشاعة في بلادنا ثقافة ممأسسة، ويجري دائما اللجوء إليها للتشكيك والنيل من مصداقية الإطارات والأشخاص، والنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي تحتضن فعاليات مناضلة، ذات تجارب سياسية وحقوقية ونقابية وجمعوية، إضافة إلى مكونات مستقلة، وقد عرفوا بوعيهم النقدي وخصالهم النضالية العالية، داخل النقابات التي كانوا ينتمون إليها، وأظن أنه بالرجوع إلى مشهدنا النقابي في المغرب، نجد أن نقابتنا هي الأبعد كل البعد عن جطو وحكومته، بالمقارنة مع النقابات الأخرى التي وقعت له على بياض لمدة 5 سنوات
٭ ما هو السياق العام الذي أفرز تأسيس النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي؟ وما هو تقييمكم للوضع النقابي بالمغرب؟ ـ لقد تولدت فكرة تأسيس النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي نتيجة ضغوطات كثيرة، أفرزها الوضع العام الذي ميز الأوضاع الدولية والوطنية على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، في ظل انفراد القطب الواحد
بالهيمنة اقتصاديا وسياسيا وعسكريا لتسييد الليبرالية المتوحشة، وتفكيك اقتصاديات البلدان الثالثية، عن طريق تفويت القطاع العام للخواص ما نتج عنه تردي الأوضاع الاجتماعية، وغلاء المعيشة والتسريح الجماعي للعمال،
وشرعنة قوانين شغل تخدم الباطرونا أكثر ما تخدم العمال، إضافة لتنصل الحكومة من التزاماتها الاجتماعية، في ظل التوافق غير المسبوق بين النقابات الأكثر تمثيلية والحكومة، دون الارتكاز على استراتيجية واضحة للفعل النقابي في ظل المتغيرات، وبذلك دخلت النقابات في السلم الاجتماعي لاعتبارات انخراط أطراف نقابية في ارتباطات حكومية
كما أن المهام التي كانت مطروحة على الحركة النقابية، لم تتطور على عكس الحركة الحقوقية مثلا التي تطورت وانتشرت وأصبحت تدافع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وبقيت النقابات رهينة لوصاية جماعات حزبية واقتصادية، أو جماعات مناوئة للسياسة الرسمية، ما جعلها عاجزة عن رفع التحدي، إن على مستوى خطها السياسي أو واقعها التنظيمي، فاستبدلت النضال والمطالبة، بخطابات تبريرية للسياسات الحكومية، المملاة من طرف المؤسسات الدولية
٭ أقدمتم على تأسيس النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي، في ظرف يتميز بكثرة النقابات التعليمية، التي يصل عددها إلى حوالي الثلاثين، ما هي القيمة المضافة للنقابة المستقلة في الساحة النقابية المغربية؟ ـ القيمة المضافة لنقابتنا هي أنها تأسست بإرادة عفوية لشغيلة التعليم الابتدائي، من أجل الدفاع عن المصالح الاقتصادية والاجتماعية لمنخرطيها، ولم تؤسس بإرادة حزبية كما هو الشأن بالنسبة إلى أغلب النقابات في المغرب فنحن مطالبون بالتركيز على ترسيخ الديمقراطية الداخلية، كشرط تنظيمي حيوي، وجعل هذه النقابة فضاء لتدبير الاختلاف والإبداع في خلق الثقافة، وابتكار البدائل، والقطع مع المقاربات المعتمدة في التفاوض الاجتماعي، والسلوكات التي تمارس على المستوى التنظيمي
٭ سطرتم برنامجا نضاليا للاحتجاج على أوضاع التعليم الابتدائي، وهناك من أبدى تحفظه على السرعة التي قررت بها الإضرابات الشهرية، بدعوى أن الأولوية يجب أن تعطى لاستكمال الهيكلة، وبناء الذات، قبل تسطير برنامج نضالي من هذا الحجم، كيف تنظرون إلى هذا الطرح؟ ـتبنينا للقرار قاعدي، ونعترف لكم أننا كنا متخوفين من تأثير هذه المحطات النضالية، على استكمال هيكلة النقابة، لكن المهم أن القرار اتخذ بشكل ديمقراطي، وبتوصية من اللجنة الإدارية المجتمعة في مكناس، وكيفما كان
الحال، فإن تجاهل الحكومة للمطالب الملحة للشغيلة، يجعل الجميع يقر أن هذه الحكومة لا مصداقية لها على مستوى خطابها الاجتماعي، فمن استفاد من مرحلة هذه الحكومة سوى الباطرونا والنخب السياسية المشاركة فيها، فنحن أمام
حصيلة حكومية مدمرة، على المستوى الاجتماعي، إذ نلاحظ تجميد الأجور، وارتفاع الأسعار، والضرائب، وتدني الخدمات الاجتماعية، إلى غير ذلك
٭ ماهو تقييمكم للمعارك النضالية التي خاضتها النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي؟ ـ معارك ناجحة بكل المقاييس، ونظن أن هذا دليل على مصداقية النقابة، والتفاف الشغيلة حولها، لأنها تستجيب لتطلعاتها ومطالبها بكل صدق ونضالية
٭ ماذا تنتظرون من الحكومة؟ وبما تفسرون لامبالاة الوزارة تجاه مطالبكم واحتجاجاتكم؟ ـ يجب على الحكومة أن تجيب عن انتظارات شغيلة التعليم الابتدائي، باعتبارها الفئة الأكثر تضررا، على المستويات الإجتماعية والمهنية في أسلاك التعليم أما بخصوص لا مبالاة الوزارة تجاه الإضرابات، فهذا أسلوب ألفناه في المغرب لا بالنسبة إلى الحكومات التقنوقراطية، أو حكومات الأحزاب الإدارية، ولا بالنسبة إلى الحكومات التي ينتمي بعض أعضائها إلى أحزاب الكتلة ياحسرة، إذ اختلط علينا الأمر ولم نعد نعرف من المسؤول في الحكومة، وعن ماذا
٭ مازالت نقابتكم تعمل على استكمال هيكلتها على المستوى الوطني ، فأين وصلتم في هذا الإطار؟ ـ تعرف النقابة دينامية تنظيمية مكثفة، إذ مازلنا في مرحلة البناء، وفي النصف الثاني من شهر يونيو سينعقد المؤتمر الوطني، لنستكمل بناءنا التنظيمي بعد إتمام هيكلة كل الجهات والأقاليم، وجرى تأسيس أزيد من أربعين
فرعا، وهناك لجن تحضيرية تشتغل الآن لتأسيس أجهزتها المحلية، وفاقت نسبة الانخراط في النقابة كل توقعاتنا
٭ عبرتم عن تجاوب الشغيلة التعليمية معكم، فأين وصلت الانخراطات إلى حد الآن؟ ـ بلغ عدد المنخرطين لحد الساعة 20 ألف منخرط، ونحن منكبون الآن على طبع عدد آخر من البطاقات، لتغطية طلبات الراغبين في الانتماء إلى النقابة
٭ بماذا تفسرون تجاوب شغيلة الابتدائي مع النقابة المستقلة؟ ألا تعتقدون بأن من شأن الاقتطاعات في أجور المضربين أن تؤثر بشكل سلبي على انخراط الشغيلة في الإضرابات المقبلة؟ ـ التجاوب الكبير لشغيلة التعليم الابتدائي مع هذه النقابة خضع لاعتبارين، أولهما كون الشغيلة هي التي دفعت بخيار تأسيس نقابة مستقلة، وبالرجوع إلى محاضر لجنة التنسيق الوطني لأساتذة التعليم الابتدائي، سنلاحظ أن مؤسسي
اللجنة كانوا متشبثين بعدم خلق "بديل نقابي"، إلا أن القواعد دفعت وبقوة في اتجاه التأسيس، فانتزعت هذه القواعد قرار التأسيس في اجتماع لجنة التنسيق الوطني في الدار البيضاء بطريقة ديمقراطية أما الاقتطاعات من أجور المضربين، إذا اعتمدته الوزارة الوصية، لن يؤدي إلا إلى التصعيد، وقد برز ذلك جليا في اجتماع اللجنة الإدارية في مراكش أخيرا، إذ عبرت كل الأقاليم والجهات، على رغبة منخرطيها في التصعيد، والتصدي لكل محاولة يائسة للترهيب، وبث البلبلة في صفوف الشغيلة، إذ أن أساليب الإكراه، وتسخير الأقلام المأجورة، من أجل التعتيم وعدم التقيد بالقوانين الجاري بها العمل، في التعامل مع الحقوق الدستورية، تؤدي دائما إلى نتائج معكوسة والشغيلة ستتجاوب مع البرنامج النضالي للنقابة بكل تأكيد حتى تحقيق المطالب
٭ ماهي أهم النقاط التي نوقشت في اجتماع مراكش الأخير؟ هل كانت هناك نقاط خلاف؟ ـ جرت مناقشة نقاط متعددة في اجتماع بداية أبريل الجاري في مراكش، من أهمها تقييم البرنامج النضالي المنجز، إضافة لقضايا تنظيمية، كاستكمال هيكلة اللجان الوظيفية داخل اللجنة الإدارية، وسجل في هذه المحطة إجماع على خوض مراحل نضالية أخرى، أكثر تصعيدا، إن ظنت هذه الحكومة أن أسلوب الردع والديماغوجية كفيلان بقمع هذه الحركية، وأضيف أنه لم تسجل في هذا الاجتماع أي خلافات، بقدر ما كانت هناك اختلافات، بخصوص بعض المواقف أو القرارات وهذا شيء جد صحي لتنظيمنا، لكن الحسم يكون دائما بالآلية الديمقراطية
٭ أكدتم أنكم ستدافعون عن مبدأ استقلالية النقابة، ماهي الضمانة التي ستحمي النقابة من أي احتواء، وتجعلها متشبثة باستقلاليتها؟ ـ الضمانة الأساسية هي استكمال بناء الذات بطريقة سليمة، وتفعيل القوانين المؤسسة للإطار، وخلق آليات اشتغال عقلانية لتدبير الاختلاف، وتحصين النقابة من الانزلاقات، ودمقرطة القرار كما أن الضمانة الأساسية للاستقلالية هي جعل نقابتنا فضاء لتجديد النخب، ومجالا لتجابه الآراء والتصدي، وهذا مهم جدا، لعدم تحزيب النقابة أو إلحاقها بالمؤسسة الرسمية
٭ ألا تفكرون في اللجوء إلى القضاء في ما يخص الاقتطاعات من أجور المضربين؟ اتفقنا في اجتماع مراكش الأخير، على نهج كل أساليب الدفاع عن أنفسنا، وطرق كل الأبواب الفاعلة في هذا الميدان، وطنيا ودوليا، حتى نتصدى لكل من سولت له نفسه، التضييق على العمل النقابي، والضرب بالدستور والقوانين والعهود الدولية المصادق عليها من طرف المغرب عرض الحائط ،والقطع مع سياسة الكيل بمكيالين، التي تنهجها الحكومة بين النقابات، بأسلوب إما معنا أو ضدنا
٭ هل تعتبرون النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي بديلا نقابيا؟ أم شريكا مع النقابات الأخرى؟ ـ الطرح المؤدي لاعتبار نقابتنا بديلا نقابيا، يقصي حق جميع المناضلين في جميع التنظيمات النقابية الموجودة، في الاعتراف بصدقية نضاليتها فالنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي، إضافة نوعية في مشهدنا النقابي، فستسهم بقسط
كبير في تصحيح مسار الفعل النقابي، ورد الاعتبار له، والقطع مع الأسس الخاطئة التي انبنت عليها المركزيات، لأن الإطار كيفما كان، هو وسيلة وليس غاية في حد ذاته، والآن اتضحت ضرورة إرجاع القرار النقابي إلى النقابة، في
ظل الأوضاع التي تحدثنا عنها
٭ هل التنسيق مع باقي النقابات وارد مستقبلا؟ ومع أي نقابات يمكن التنسيق؟ ـ كنا أكدنا من خلال البيان العام للمؤتمر التأسيسي، أننا منفتحون على الإطارات النقابية والمدنية الجادة والديمقراطية، لكن التنسيق له شروط واضحة من طرفنا، وهي أن يتخذ القرار داخل الأجهزة، وأن يكون ثمرة توافق داخل نقابتنا، ومع النقابات الأخرى، وليس إرادة فردية أو أحادية، وأن تكون بنود هذا التنسيق واضحة المعالم والزمن.
ورقة الملف المطلبي الشمولي للنقابة المستقلة للتعليم الإبتدائي